المالكي: ماضون حتى النهاية لفرض القانون في البصرة

بي بي سي
Thursday, 27 March 2008

توعد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بالمضي حتى النهاية في قتال المليشيات المسلحة في جنوبي العراق. وقال المالكي لزعماء العشائر والقبائل في البصرة انه لا رجوع عن الاستمرار في القتال لاعادة "فرض القانون وتحقيق الامن والاستقرار من اجل المضي بمشاريع بناء واعمار محافظة البصرة".

واكد المالكي في بيان صدر عنه ان "الموقف الوطني المشرف لابناء عشائر البصرة منح القوات المسلحة العراقية المزيد من القوة والاسناد لتطهير المدينة من عصابات الجريمة وقوى الارهاب والخارجين عن القانون التي لاتريد للبصرة ان تستقر وتنهض"، حسب وصفه.

من جانب آخر قال الرئيس الامريكي جورج بوش ان القوات العراقية "ستحتاج إلى وقت" للقضاء على المليشيات الشيعية، لكنه اعرب عن الثقة بتحقيق هذه القوات للمهمة المكلفة بها.

وقال بوش: "هذه العملية ستأخذ وقتا حتى تنجز، وان الارهابيين والمتطرفين سيدركون ان لا مكان لهم في مجتمع حر وديمقراطي".

واضاف الرئيس الامريكي ان الاوضاع في العراق "تعود إلى طبيعتها".

وتأتي تعليقات بوش والمالكي في وقت تستمر فيه المعارك الشرسة، ولليوم الثالث على التوالي، في مناطق من جنوبي العراق بين القوات العراقية وميليشيا جيش المهدي.

وقد ارتفعت حصيلة قتلى المعارك حتى الان الى اكثر من 130 شخصا الى جانب المئات من الجرحى حسب وكالة رويترز للانباء.

وافادت اخر الأنباء بأن 44 قتيلا سقطوا في الاشتباكات التي شهدتها مدينة الكوت بينما اصيب 75 اخرين حسب مسؤولين في الشرطة العراقية.

كما اندلعت اشتباكات عنيفة الخميس، في مدينة الحلة، مركز محافظة بابل جنوبي بغداد، وفي البصرة، احد معاقل مليشيا جيش المهدي.

واستخدمت في مواجهات البصرة القاذفات الصاروخية وقاذفات الهاون والبنادق الآلية والاسلحة الخفيفة التي هزت حي الجمهورية فجر الخميس، حسب وكالة فرانس برس.

وتحاصر القوات العراقية سبعة من احياء المدينة التي تعتبر معاقل قوية لجيش المهدي، وقد فشلت القوات العراقية في دخول هذه الاحياء حتى الان بينما تحلق طائرات الهليوكوبتر الحربية الامريكية في اجواء المدينة.

وتشن القوات العراقية عمليات امنية منذ يوم الثلاثاء في الاحياء التي يسيطر عليها جيش المهدي في اطار عملية أطلق عليها "صولة الفرسان" وتجري تحت إشراف شخصي لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي.

وقال العقيد كريم الزيدي، الناطق باسم الشرطة العراقية، ان موكب رئيس شرطة البصرة اللواء عبد الجليل خلف تعرض للهجوم بسيارة مفخخة حوالي الساعة الواحدة صباح الخميس بالتوقيت المحلي اثناء سيره في شوارع البصرة.

وقال الزيدي إن "ثلاثة من رجال الشرطة قتلوا في الهجوم لكن خلف نجا من الحادث".

ويقول شهود عيان ان شوارع المدينة الغنية بالنفط والبلغ عدد سكانها 1.5 مليون نسمة بدت خالية الخميس وان المحلات والمتاجر اغلقت ابوابها.

وكان رئيس الوزراء العراقي قد وجه الاربعاء انذارا الى المليشيا الموالية للزعيم الشيعي مقتدى الصدر بالاستسلام في غضون 72 ساعة والا "سيواجهون عقابا شديدا".

وفي تطور سابق، ذكرت مصادر أمنية عراقية أن العشرات قتلوا وجرحوا في غارة جوية أمريكية لدعم عمليات القوات العراقية ضد ميليشيا جيش المهدي في مدينة الحلة إلى الجنوب من بغداد.

محادثات لانهاء الازمة

ومن جانب آخر تجري الحكومة العراقية محادثات مع مساعدي رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر الخميس في مدينة النجف في محاولة لانهاء المواجهات العسكرية في البصرة حسب تصريح لقاء علي ياسين العضوة بكتلة الصدر البرلمانية.

وقالت لقاء ياسين ان الحكومة يمثلها في المحادثات علي الأديب العضو في حزب الدعوة الذي ينتمي اليه نوري المالكي بينما يمثل التيار الصدري لواء سميسم رئيس المكتب السياسي في كتلة الصدر.

ونقلت وكالة فرانس برس عن لقاء ياسين قولها إن الأديب "يجري محادثات مع سميسم بشأن تخفيف التوتر في اطار الجهود الحكومية لتسوية الازمة في البصرة".

سكان البصرة

ويقول سكان مدينة البصرة ان الاغذية ومياه الشرب على وشك النفاذ بسبب القتال.

وذكر احد السكان لبي بي سي ان الجيش العراقي حطم المحلات واستولى على الطعام ومن ثم اشعل النيران في المحلات والسيارات المتواجدة بالشارع.

واضاف " احاول ان انظر خارج النافذة الان لكنني لا استطيع الدخان شديد جدا والرائحة سيئة للغاية. كل شيء يحترق".

وتعرض انبوب نفط رئيسي يستخدم للتصدير للتخريب بالمتفجرات بالقرب من البصرة.

صراع نفوذ

وتتنافس مليشيا المهدي مع تنظيمين شيعيين آخرين على بسط النفوذ على البصرة ذات الموارد النفطية الضخمة، والتنظيمان الآخران هما حزب الفضيلة الذي له اغلبية في مجلس المحافظة وينتمي اليه محافظ المدينة، والمجلس الأعلى الاسلامي بزعامة عبد العزيز الحكيم.

وقال كيفين برجير الناطق باسم الجيش الامريكي امام مؤتمر صحفي الاربعاء ان 2000 جندي عراقي قد ارسلوا الى البصرة لدعم القوات العراقية هناك.

وقال ان الهدف من زيادة القوات هو تحسين الامن في المدينة قبل الانتخابات المحلية التي ستعقد في اكتوبر/ تشرين الاول.

واضاف بيرجر "تقدير رئيس الوزراء العراقي انه بدون هذه العملية لن يكون اي امل في تحسين الامن في البصرة".

مختطفون اجانب

وعلى صعيد التطورات الاخرى قال مكتب التحقيقات الفدرالي الامريكي (اف بي آي) انه تم العثور على جثتي رجلي امن متعاقدين كانا اختطفا في العراق عام 2006.

من جانب آخر اختطف مسلحون مجهولون بعد ظهر الخميس الناطق المدني باسم خطة فرض القانون تحسين الشيخلي (سني) واقتادوه الى جهة مجهولة، بعد اقتحام منزله جنوب شرق بغداد.

والشيخلي استاذ جامعي عمل ناطقا مدنيا لخطة فرض القانون، كما كان ناطقا باسم مؤتمر المصالحة الذي عقد في بغداد الاسبوع الماضي.