محاولة نسيان

موضوع: محاولة نسيان الأربعاء مارس 26, 2008 7:53 am

هكذا يأتي الحب متأخرا في تلك اللحظة التي لا نعود ننتظر بها شيء من الحياة... فهل يمكن لنا أن نقول بعدها احبك اليوم وسأحبك غدا وبعد غد... وهل يمكن لنا ان نقاوم أكثر بدون من أحببنا.. وهل من قوة تمنعني أن أكتب لأجل عينيك... سأحدثكِ عن مكان كان شاهدا على حبي لكِ كل جزء منه كتب اسمي واسمكِ فيه والذي كان بعد ذلك سبب فراقنا وانتهى فيه مشهد خرابنا الجميل... فيا خرابي الجميل.... ماذا لو كانت الروايات مسدسات محشوة نقتل بها كل مرة من نشاء... ثقي بأني لن أهديكِ إياها.. ولكن ماذا عندما تكون الكلمات رصاصا فهل لنا أن نعيش بدون كلمات... تمرين قريبة وبعيدة كنجمة هاربة من القمر... كل يوم كان يفصلني عنك كنت أموت به وأولد من جديد...لقد تخلى كل شيء عني يوم تخليتي عني.. تخيلي حتى تلك الجدران التي لطالما مسحت دموعي اكتشفت بأنها كانت ملكا لك ومسخرة بأمرك، فجعلتها تشفق علي ... يا امرأة متنكرة في ثياب أمي وعطر أمي وخوف أمي علي... ما أكذب الخيال الذي جعلك أمي وما أحمق الحياة التي جعلتني أصدق كذبة الحب تلك،،، لا لم تكن كذبة كانت واقعا جريح وهذا حالنا نرفض أن نعيش الواقع فنسميه كذبة لا أكثر.. قبل اليوم كنت أعتقد بأن الحب يولد فقط بين أهل الطبقات الراقية البرجوازية.. لكني علمت بأن الحب لا يولد سوى في حقول الألغام فيكون قدره أن يموت في تلك اللحظة التي يولد بها... لا يولد ذلك الحب الا في تلك الاماكن التي يحرم الحب بها... كيف سأجعل من حبكِ أمر عادي وهو يوم رأى النور لم يكن عاديا بل كان كهدية من السماء، كغيمة أطلت على أرض مقفرة فأنبتتها، كغني أطل على فقير فانتشله ، كان كزلزال لم تتنبأ به أي أجهزة، كوكب لم يتوقع العلماء وجوده...إننا نجعل من تلك الأمور اللاعادية امور عادية عندما نستطيع أن نقلب دفاترنا عليها دون حنين ودون جنون ودون حقد.. هل الورق مطفأة للذاكرة كل مرة نترك به رماد سيجارة الخيبة الاخيرة لتحترق ببطأ... رماد سيجارة الحنين من منا يقتل الآخر أهي سيجارة الخيبة الاخيرة التي تحرق الورق أم أنها هي من تحرق نفسها... ومن منا يوقف نزيف الجرح... قبلك لم أكتب معكِ ولك فقط كتبت... يا امرأة كساها حنيني جنونا فأخذت ملامح مدينة وتضاريس وطن... كباريس أنت لا تهدئين، كالقاهرة تحبين، كبغداد مجروحة، كالقدس محزونة ولا تدرين، كدمشق تغفين، وكما بيروت تشرقين...
أين أضع حبك اليوم بل السؤال هل كان حبكِ زلة قدر، أم زلة قدم...وهل كان مقدرا لهذا الحب أن يدوم.. فيرتبك القلب الذي أحبك حد الجنون، وتسري رعشة في خافقي، لتناجي الروح القلب: 0 لا تسألي فالسؤال في زمننا حرام).. أتوقف طويلا امام رسائلك ابحث فيها عن ذكرى هزيمتي الاولى امام عينيكِ أواصل البحث لأصادف بصمات جنوني السابق... كيف استطعت أن تدخلي إلى دهاليز الذاكرة، دخلتها على مصراعيها دون اذن دون أدنى إشارة لأسمح لك بالدخول لها، لا تحسبي بأني أفتح الباب لكل من طلب الذاكرة...ترى هل تغيرت كلماتكِ أم أن نظراتي هي التي تغيرت، هل تغير الحب الآن أم أنه الزمان... آه من الزمان الذي انساكِ إياني... أراك خلف كل كلمة من رسائلك... كل شيء أصبح يستفزني حتى اسمك الذي لا يقرأ و
إنما يعزف كموسيقا على آلة واحدة لأجل مستمع واحد من الاجدر أن أكون أنا هو... وهكذا غادرت حياتي كما دخلتها كشعاع متألقا في قدومه كما خروجه... ولكن اعلمي بأنك ما زلت لي وحدي...كان حبك قدري وحتفي سويا فهل من قوة تقف في وجه القدر...

عدد الرسائل : 17 البلد : تاريخ التسجيل : 03/04/2008

شكرا على الكلمات الجميله